محمود طاهر يكتب: التكنولوجيا العقارية تُغيّر وجه صناعة العقارات في العالم

يد التكنولوجيا تمتد لكل شيء، فلا يكاد يخلو مجال من المجالات إلا ووصلت إليه وأضفت عليه سحرها ورونقها، حتى العقارات، حولتها التكنولوجيا من مجرد مباني لا روح فيها، إلى تحفة معمارية تنبض بالحياة في كافة أرجائها. تكنولوجيا العقارات، مصطلح ربما لم يصل لأسماع الكثيرين.

تكنولوجيا العقارات هو مجال يربط بين التقنية والعقارات، حيث يتم الاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة، مثل الحوسبة السحابية والحلول المحمولة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في توفير حلول أكثر كفاءة وحداثة لصناعة العقارات للاستمتاع بها، مع إضفاء طابع ابتكاري على التصاميم المعمارية، أى أنها ببساطة "استغلال التقنية في تطوير صناعة العقارات"، إذ أصبح بإمكاننا الآن التحكم في درجة حرارة المنازل الذكية وأنظمة الإضاءة الذكية وأنظمة الأمان المبتكرة وبرامج إدارة العقارات التي تعتمد على البيانات وأتمتة العمليات التجارية والجولات الافتراضية في العقارات وغير ذلك الكثير، فبفضل التقنيات الحديثة، يمكن لشركات العقارات تعزيز كفاءتها دون عناء وتحسين جودة الخدمة وتقليل التكاليف.

العالم يتجه الآن في منحنى مغاير تمامًا للمنحنى التقليدي في التطوير وصناعة العقارات، وهذا التوجه الحديث يعتمد على التقنية المتطورة في أدق تفاصيله، وقد لاقى هذا التوجه استحسانًا كبيرًا، إذ تكتسب تكنولوجيا العقارات شعبية هائلة بسبب إمكاناتها الكبيرة في إحداث ثورة في صناعة العقارات، حيث أن أحد الاتجاهات التي نراها بين مشتري المنازل الجدد هو الرغبة في الحصول على منازل مُحسَّنة تلبي رفاهية الفرد.

إن المنازل الحديثة حاليًا تعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا متطورة تُدعى "إنترنت الأشياء"، وهذه التقنية تُعدّ أهم تكنولوجيا عقارية تحقق الرفاهية، ويشير مصطلح إنترنت الأشياء إلى الأجهزة والأدوات التي تتمتع باتصال رقمي بالسحابة، مما يساعدها باستمرار على إرسال واستقبال المعلومات القيمة، كما تأتي الأجهزة المنزلية المدمجة في إنترنت الأشياء مزودة بأجهزة استشعار ذكية تنبه أصحاب العقارات بشأن المشكلات المحتملة، لذلك فإن إنترنت الأشياء هو السبب الوحيد وراء وجود عالم من العقارات الذكية اليوم والذي يجمع بين العالمين الرقمي والمادي، إضافة لذلك يساهم إنترنت الأشياء في خلق التميز وتعزيز مستوى راحة العملاء، كما يساهم إنترنت الأشياء في تحسين الاستدامة وكفاءة الطاقة، مما يؤدي في النهاية إلى توفير الكثير من المال، وجعل أصحاب العقارات أكثر سعادة.

وقد بدأت الكثير من الشركات العقارية الكبرى في مصر الاهتمام بملف التكنولوجيا بمشروعاتها، وفى المقدمة بالتأكيد العاصمة الإدارية الجديدة، حيث عهدت شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية المطور العام للمدينة ومنذ اللحظة الأولى على اتباع كافة الحلول التكنولوجية في كافة قطاعات الإدارة والتشغيل لتكون أول مدينة ذكية على أرض مصر، حيث تتميز بمراكز التحكم الذاتي فى إدارة المرافق الأساسية والبنى التحتية، كما سيتم مد شبكة من الألياف الضوئية تصل لكافة المباني والمنشآت بسرعات تتخطى واحد جيجا بايت في الثانية، ومؤهلة لاستقبال خدمات الجيل الخامس وغيرها من التكنولوجيا المتطورة ما يوفر بنية تحتية تمكن الشركات العقارية من إدخال تكنولوجيات المنزل الذكي وتكنولوجيا العقار.